الاثنين، 29 أغسطس 2016


قصة مثل من كفرمالك

" في اشي في الصريمة "

ينسب هذا المثل لابن كفرمالك عايش محمود ( أبو نادية ) المغترب في البرازيل ، مواليد عام 1932 ، والصريمة عند أهالي كفرمالك هي أول ثلاث أربع حمالات زرع تصف على أرضية البيدر وترتب غمور الزرع فوقها ، ويقصد به أن هناك شيء مخفي ومستور هو أساس المشكلة ، مثل قولنا : " اللي بعرف بعرف واللي ما بعرف بقول كف عدس " .

حدثني السيد أبو نادية :

" .. كان ذلك في البيادر أيام حكم الانجليز حوالي سنة 45 أو 1946، كنت ولد قاعد أحرس البيدر عند دار أبو سيف اليوم جنب الطريق ، اجا خالي أبو خضر مستعجل ، ولف البارودة  بخلقة عباية ودسها في صريمة البيدر ، يظهر اجا يخبيها لأنه سمع إنو فيه فرسان الانجليز في البلد ، وهم دايما يقتشوا داره لانه عندهم علم إنه أبو خضر عنده بارودة ، حط البارودة في الصريمة عندنا وراح ، لأن الانجليز مش رايحين يفتشو بيدرنا لأنهم بعرفوا فش اشي عندنا احنا يا دار عايش ، وخاف يفتشوا دارهم لانو دايما عنده بارودة .

وكان على البيادر بنات بقششن ، وصرت أسحب عيدان القش من جوى البيدر من عند البارودة  ، وفجأة طل الكابتن فورد من فوق مع خمس أو ست فرسان نازل على البلد ، هان أبو خضر خاف على البارودة تبين والبنات يسحبن القش من الصريمة ، صار يصيح علي :

" هي يا عايش .. ولك شو هاذا يا عايش .. "

أنا رديت عليه بصوت عالي :

" عارف .. عارف شو في الصريمة يا ابو خضر .. " .

وقتها كان فرسان الانجليز وصلوا لدار أبو يمين عند مغسلة السيارات اليوم ، قام فورد رد راس فرسه ورجع ، لما سمعوني بقول في هان اشي ، هان أبو خضر اجا زي البرق وسحل وأخذها ، ما هو خالي كان شاطر ، خطف البارودة وراح خباها في عنبات سمحة على المحورة  ، حطها تحت هالدالية ورجع ،  هان فورد سمعني بقول في اشي هان يا أبو خضر ، قال لي فورد : أنو أبو خضر؟ . قال له خالي : أنا ، ليش شو في ؟ قال فورد : أنا سمعت الولد بقول في اشي بالصريمة . قمت أنا قلت له : أنا كنت بقول للبنات في هان اشي كثير ، وفي زرع كثير بلاش يسحبن من تحت  . قال فورد : هذا الحكي بدخلش مخي . وبعرفوا انو خالي دايما في عنده شغلات عملات .

هان اجوا خمسة من الفرسان ، ومسكوا الدكارين ونفلوا الصريمة ، وصار البيدر كوم طوله عشر متر ، هلقيت شو بده ينيم البيدر ، وإذا خليناه مثل ما هو بيجي الريح وبيطرهن وما بنلقى الزرع غير عند دار أبو عثمان . هان صرت أنا من جهة على البغل والمرحوم اسماعيل من جهة على البقر ، وظلينا بالبيد تهبطناه . .. "  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق