قصة مثل من كفرمالك
" في اشي في الصريمة "
ينسب هذا المثل لابن كفرمالك عايش محمود ( أبو نادية )
المغترب في البرازيل ، مواليد عام 1932 ، والصريمة عند أهالي كفرمالك هي أول ثلاث
أربع حمالات زرع تصف على أرضية البيدر وترتب غمور الزرع فوقها ، ويقصد به أن هناك
شيء مخفي ومستور هو أساس المشكلة ، مثل قولنا : " اللي بعرف بعرف واللي ما
بعرف بقول كف عدس " .
حدثني السيد أبو نادية :
" .. كان ذلك في البيادر أيام حكم الانجليز حوالي
سنة 45 أو 1946، كنت ولد قاعد أحرس البيدر عند دار أبو سيف اليوم جنب الطريق ، اجا
خالي أبو خضر مستعجل ، ولف البارودة بخلقة
عباية ودسها في صريمة البيدر ، يظهر اجا يخبيها لأنه سمع إنو فيه فرسان الانجليز
في البلد ، وهم دايما يقتشوا داره لانه عندهم علم إنه أبو خضر عنده بارودة ، حط
البارودة في الصريمة عندنا وراح ، لأن الانجليز مش رايحين يفتشو بيدرنا لأنهم
بعرفوا فش اشي عندنا احنا يا دار عايش ، وخاف يفتشوا دارهم لانو دايما عنده بارودة
.
وكان على البيادر بنات بقششن ، وصرت أسحب عيدان القش من جوى
البيدر من عند البارودة ، وفجأة طل
الكابتن فورد من فوق مع خمس أو ست فرسان نازل على البلد ، هان أبو خضر خاف على
البارودة تبين والبنات يسحبن القش من الصريمة ، صار يصيح علي :
" هي يا عايش .. ولك شو هاذا يا عايش .. "
أنا رديت عليه بصوت عالي :
" عارف .. عارف شو في الصريمة يا ابو خضر .. "
.
وقتها كان فرسان الانجليز وصلوا لدار أبو يمين عند مغسلة
السيارات اليوم ، قام فورد رد راس فرسه ورجع ، لما سمعوني بقول في هان اشي ، هان
أبو خضر اجا زي البرق وسحل وأخذها ، ما هو خالي كان شاطر ، خطف البارودة وراح
خباها في عنبات سمحة على المحورة ، حطها
تحت هالدالية ورجع ، هان فورد سمعني بقول
في اشي هان يا أبو خضر ، قال لي فورد : أنو أبو خضر؟ . قال له خالي : أنا ، ليش شو
في ؟ قال فورد : أنا سمعت الولد بقول في اشي بالصريمة . قمت أنا قلت له : أنا كنت
بقول للبنات في هان اشي كثير ، وفي زرع كثير بلاش يسحبن من تحت . قال فورد : هذا الحكي بدخلش مخي . وبعرفوا
انو خالي دايما في عنده شغلات عملات .
هان اجوا خمسة من الفرسان ، ومسكوا الدكارين ونفلوا
الصريمة ، وصار البيدر كوم طوله عشر متر ، هلقيت شو بده ينيم البيدر ، وإذا خليناه
مثل ما هو بيجي الريح وبيطرهن وما بنلقى الزرع غير عند دار أبو عثمان . هان صرت
أنا من جهة على البغل والمرحوم اسماعيل من جهة على البقر ، وظلينا بالبيد تهبطناه
. .. "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق