الاثنين، 18 يوليو 2016

أبو علا .. والزغاليل الشهيدة


قصة من بلدي

أبو علا .. والزغاليل الشهيدة


اليوم هو يدخل في الخامسة والسبعين من عمره ، والقصة حدثت بعد تخرجه من المترك ،  في بداية الستينيات ، اليوم اسمه أبو علا ، ويوم حدثت القصة كان اسمه عبد الطيف البياع ، حدث فقال :

كنت أرعى الغنم في سهل عين سامية ، وكنت قد أنهيت المترك ، في ذلك اليوم سرحت بالغنم في أرض لدار أبو معدي في الشقفان في حبول زيد ، أيام خلع البصل ،  وبعد رعي الغنم ما تبقى من مخلفات البصل ، غربنا أنا وعبد الفتاح أبو الحاج لكي ننام مع الغنم في مغر رزق عند الطاحونة ، في الطريق وردنا على الواد وسقينا الغنم ، كان هو ماشي قدامي وأنا مع الغنم وراءه ، وبعيد عنكم ـ كنت لابس مشاية مغيط ، وكانت الدنيا مقمرة ، شعرت بلسعة في قدمي مثل وخز الشوكة ، ومشيت مسافة ، وقلت بجوز تكون حيّة ، فوقفت ، وقلت لفتاح دير بالك على الغنم ، أنا قرصتني حيّة . وفعلا كان موضع أنيابها واضح وبيّن ، الدنيا ليلتها كانت قمر من الأيام البيض ، أنا كان معي شبرية ، مثل عادة الرعيان تلك الأيام ، ولما رأيت نقطتي  الدم على رجلي ، شقيت مكان اللسعة بالشبرية ، ومصصت الدم ، وربطت على رجلي .

وفتها كان أكثر أهل البلد في عين سامية ، و فزع لي أبو فرج وأبو ناجح المشني وابو صالح عدوي  ـ الله يرحمهم ـ ، وأحضروا لي حصانا أذكر أن لونه كان أزرق كانوا يحرثون عليه ، وركب أبو ناجح على الحصان ، وأردفني خلفة ، وروحنا على البلد ، وروح معنا أبو صالح عدوي الله يرحمه ، وكان مشروع عين سامية في بدايته ، وهناك سبع ورش على الطريق تبني الجدران الاستناداية للطريق ، كان هناك ناطور يسهر على المعدات اسمه نصر الله  ـ الله يجزيه الخير ـ من الطيبة ، ولما رآنا ، أحضر بطانية وقال : لفوه فيها ، لأن القريص يبرد . وفعلا لفوني بالبطانية ، وأحضر قليلا من الحليب ، وسقوني إياه ، وقال : الحليب جيد للقريص،  وأكملنا مشوارنا نحو البلد .

ولما وصلنا البلد وعرف الناس القصة ، جاءت بعض العجائز ، وأحضرن زغاليل حمام ، قامت واحدة شقت الزغاليل وهي حيّة ، ولبستهن لرجلي ، وربطت الزغاليل على مكان الجرح ، وقلن لي : هذه الزغاليل دمها حامي تمتص سم الحية .

في صباح اليوم التالي حملني صالح أبو زاهي العبد ـ الله يرحمه ـ  على ظهره ، ووصلني إلى الباص ، ولما وصلت لمستشفى رام الله ، جاء الدكتور وكشف عن رجلي ، ولما رأى رجلي ملفوفا عليها الزغاليل ، صار يضرب على رأسه ويقول : شو هذا يا فلاح !!!

وقام وفك الزغاليل ، ورموا الزعاليل التي صار لونها أزرق على سواد عند حاوية الزبالة في ساحة المستشفى ، هجمت قطط المستشفى على الزغاليل ، والعجيب أن القطط التي أكلت من الزغاليل ، ماتت من ساعتها ، فقال الدكتور الذي تندر على جهل الفلاحين  :

ـ فعلا ، هذه حكمة عربية ، الزغاليل مصّت الدم وتسممت ، والقطط أكلن الزغاليل المسمومة وماتت . 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق