الاثنين، 29 أغسطس 2016


الكابتن فورد والبغل


يُذكر أسم الكابتن فورد في مرويات أهالي كفرمالك في الأربعينيات ،  وهو كما وصفه من عاصره شاب انجليزي أشقر طويل القامة ، غالبا ما كان يقود قوة من الفرسان من خمس جنود تداهم كفرمالك بشكل متكرر، و تنكل بالأهالي وتذل الناس .

روى لي عايش محمود ( أبو نادية) كواليد عام 1932 أنه كان ولدا يوم جاء فورد إلى بيادر عين سامية ، فهرب الرجال في الوديان والشعاب ، ولأنه ولد بقي ولم يهرب ، وتمكن الفرسان الانجليز من القبض على المرحوم يوسف أبو يامين ـ ورأيتهم بعيني يضربون يوسف بكرباج طويل ، دون ذنب إلا  رغبتهم في فش الخلق بالناس وإذلالهم ، وإرهاب الناس .

وذات يوم ذهب الكابتن فورد على رأس دورية لراس التين في البرية ، وأكرمه الرعيان في البرية وذبحوا له خاروفا ، أزربوه وقدموه للضيف خوفا وطمعا ،  وأكل وشبع ، وصار الرعيان من باب المداهنة يقطعون له شيئا من اللحم، ويقسمون عليه أن يأكل ويزيد :

" .. هذه من شان تاج ملكة بريطانيا .. وهذه من شان راس المندوب السامي .. وهذه من شان راس القائم مقام ..وهذه من شان فلان وفلان .. "  حتى أتخم الكابتن وشعر ببطنه يكاد ينفجر ، وراح يتلوى مثل الأفعى التي بلعت قردا ، وتحامل على جسده المتخم و ركب بغله وعاد إلى البلد عن طريق عين سامية ، لما وصل للعين ورد ماءها ليسقي بغله ، شرب البغل كفايته من العين ، ورفع رأسه وشحج منتشيا ،  هنا صار الكابتن يقول له .. من شان الملكة اشرب وزيد .. من شان فلان وفلان كما فعل معه الرعيان ـ ولكن البغل اكتفى بما شربه  في المرة الأولى . هنا قال الكابتن وهو يتحسس بطنه المنتفخ :

".. والله أنا البغل مش إنت .. !! 

وعلى هامش القصة ذكر أبو نادية أن أخطر الفرارية الذين كان يطاردهم الكابت فرد رجل من قرية أبو فلاح المجاورة يدعى سعيد الجردي ، وكان سعيد قناصا ماهرا ، وعندما يسمع الكابتن فورد أن سعيد في كفرمالك يتجنب الصعود إلى المضافات خوفا أن يقنصه سعيد المتربص قريبا من المكان ، ولكن الصراع بين الكابتن فورد والفراري سعيد انتهى بأن عرض عليه الكابتن فورد أن يعفو عنه ، ويجنده في الحرس الإضافي البريطاني ، وهكذا كان ، فتحول الفراري سعيد الجردي إلى حارس عند الكابتن فورد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق