الكابتن فورد والبغل
يُذكر أسم الكابتن فورد في مرويات أهالي كفرمالك في
الأربعينيات ، وهو كما وصفه من عاصره شاب
انجليزي أشقر طويل القامة ، غالبا ما كان يقود قوة من الفرسان من خمس جنود تداهم
كفرمالك بشكل متكرر، و تنكل بالأهالي وتذل الناس .
روى لي عايش محمود ( أبو نادية) كواليد عام 1932 أنه كان
ولدا يوم جاء فورد إلى بيادر عين سامية ، فهرب الرجال في الوديان والشعاب ، ولأنه
ولد بقي ولم يهرب ، وتمكن الفرسان الانجليز من القبض على المرحوم يوسف أبو يامين ـ
ورأيتهم بعيني يضربون يوسف بكرباج طويل ، دون ذنب إلا رغبتهم في فش الخلق بالناس وإذلالهم ، وإرهاب
الناس .
وذات يوم ذهب الكابتن فورد على رأس دورية لراس التين في
البرية ، وأكرمه الرعيان في البرية وذبحوا له خاروفا ، أزربوه وقدموه للضيف خوفا
وطمعا ، وأكل وشبع ، وصار الرعيان من باب
المداهنة يقطعون له شيئا من اللحم، ويقسمون عليه أن يأكل ويزيد :
" .. هذه من شان تاج ملكة بريطانيا .. وهذه من شان
راس المندوب السامي .. وهذه من شان راس القائم مقام ..وهذه من شان فلان وفلان ..
" حتى أتخم الكابتن وشعر ببطنه يكاد
ينفجر ، وراح يتلوى مثل الأفعى التي بلعت قردا ، وتحامل على جسده المتخم و ركب
بغله وعاد إلى البلد عن طريق عين سامية ، لما وصل للعين ورد ماءها ليسقي بغله ،
شرب البغل كفايته من العين ، ورفع رأسه وشحج منتشيا ، هنا صار الكابتن يقول له .. من شان الملكة اشرب
وزيد .. من شان فلان وفلان كما فعل معه الرعيان ـ ولكن البغل اكتفى بما شربه في المرة الأولى . هنا قال الكابتن وهو يتحسس
بطنه المنتفخ :
".. والله أنا البغل مش إنت .. !!
وعلى هامش القصة ذكر أبو نادية أن أخطر الفرارية الذين
كان يطاردهم الكابت فرد رجل من قرية أبو فلاح المجاورة يدعى سعيد الجردي ، وكان
سعيد قناصا ماهرا ، وعندما يسمع الكابتن فورد أن سعيد في كفرمالك يتجنب الصعود إلى
المضافات خوفا أن يقنصه سعيد المتربص قريبا من المكان ، ولكن الصراع بين الكابتن
فورد والفراري سعيد انتهى بأن عرض عليه الكابتن فورد أن يعفو عنه ، ويجنده في
الحرس الإضافي البريطاني ، وهكذا كان ، فتحول الفراري سعيد الجردي إلى حارس عند
الكابتن فورد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق