مررت مع صديقي
أبو سامر أيام الربيع الماضي بجوار صناديق
نحل في عين سامية ، وكان صاحبها أبو مفيد يعمل بها مرتديا القناع والملابس البيضاء
، وفجأة عندما صرنا بالجوار هاجمنا النحل ، فرحتا نركض ونضرب النحل بأيدينا ،
وكلما ركضنا زاد عدد اللسعات في مشهد مضحك للمشاهد مؤلم للمشهود .
قبل أسابيع
دعانا بعض الشباب في نفس المكان لقهوة على النار ، هاجمتني نحلة ، فقال أبو إسلام
: اقعد على الأرض . وفعلا لما جلست طارت النحلة مبتعدة ، وتعلمت الدرس في مواجهة
النحل ، فقط اجلس دون حراك تنجُ من لسع النحل .
في ذات المنطقة
في عين سامية يعرف أهالي كفرمالك قصة أحد أبناء القرية الذي كان ينام على البيدر
في الصيف ، واستيقظ ليجد أفعى تزحف على رجله صعودا نحو صدره ، فظل نائما دون حراك ،
ومرت الأفعى دون أن تؤذيه ، وتعلمنا الدرس ، فقط نم دون حراك تنجُ من لسع الأفعى .
وتعلمنا أيام
كنا نسهر في الحارة لمشاهدة مسلسل صح النوم ونعود في الليل إلى البيت ، أن خير
وسيلة لرد هجوم الكلاب هو أن تقف ولا تهرب أمامها ، وعرفنا الدرس ، إذا هاجمك كلب
قف دون حراك تتجنب عضة الكلب .
في أيام الانتفاضة
الأولى تعرضت كفرمالك لجملة من المداهمات ، كان الشباب والرجال يشردون من البيوت
للجبال المجاورة ، فيطاردهم الجنود ووصل الأمر أن استعانوا بطائرات هيلوكبتر ، وكان
بعض أهل الخبرة يختبئون في مكان ما على شجرة أو بجوار صخرة أو في مخبأ قريب ،
وتبين أن الاختباء دون حراك هو أكثر الوسائل الناجحة في تجنب الوقوع بيد الجنود .
وتعلمنا متأخرا الدرس : اختبئ دون حراك تنجو من الوقوع بيد الجنود وتحت هراواتهم .
صحيح أن خير
وسيلة للدفاع هي الهجوم ، ولكن خير وسيلة للنجاة هي النوم أو القعود أو الاختباء ،
خاصة إذا كان من يطاردك حشرة أو كلب أو أفعى أو جندي من جنود الاحتلال ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق