الأربعاء، 23 أبريل 2014

خاطرة مالكية



مررت مع صديقي أبو سامر  أيام الربيع الماضي بجوار صناديق نحل في عين سامية ، وكان صاحبها أبو مفيد يعمل بها مرتديا القناع والملابس البيضاء ، وفجأة عندما صرنا بالجوار هاجمنا النحل ، فرحتا نركض ونضرب النحل بأيدينا ، وكلما ركضنا زاد عدد اللسعات في مشهد مضحك للمشاهد مؤلم للمشهود  .
قبل أسابيع دعانا بعض الشباب في نفس المكان لقهوة على النار ، هاجمتني نحلة ، فقال أبو إسلام : اقعد على الأرض . وفعلا لما جلست طارت النحلة مبتعدة ، وتعلمت الدرس في مواجهة النحل ، فقط اجلس دون حراك تنجُ من لسع النحل .
في ذات المنطقة في عين سامية يعرف أهالي كفرمالك قصة أحد أبناء القرية الذي كان ينام على البيدر في الصيف ، واستيقظ ليجد أفعى تزحف على رجله صعودا نحو صدره ، فظل نائما دون حراك ، ومرت الأفعى دون أن تؤذيه ، وتعلمنا الدرس ، فقط نم دون حراك تنجُ من لسع الأفعى .
وتعلمنا أيام كنا نسهر في الحارة لمشاهدة مسلسل صح النوم ونعود في الليل إلى البيت ، أن خير وسيلة لرد هجوم الكلاب هو أن تقف ولا تهرب أمامها ، وعرفنا الدرس ، إذا هاجمك كلب قف دون حراك تتجنب عضة الكلب .
في أيام الانتفاضة الأولى تعرضت كفرمالك لجملة من المداهمات ، كان الشباب والرجال يشردون من البيوت للجبال المجاورة ، فيطاردهم الجنود ووصل الأمر أن استعانوا بطائرات هيلوكبتر ، وكان بعض أهل الخبرة يختبئون في مكان ما على شجرة أو بجوار صخرة أو في مخبأ قريب ، وتبين أن الاختباء دون حراك هو أكثر الوسائل الناجحة في تجنب الوقوع بيد الجنود . وتعلمنا متأخرا الدرس : اختبئ دون حراك تنجو من الوقوع بيد الجنود وتحت هراواتهم .  

صحيح أن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم ، ولكن خير وسيلة للنجاة هي النوم أو القعود أو الاختباء ، خاصة إذا كان من يطاردك حشرة أو كلب أو أفعى أو جندي من جنود الاحتلال .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق