أرضية فسيفساء قي عين سامية مكتشفة في آذار 2013 |
هناك مثل حصري لأهالي كفرمالك ، يقول " إذا عين سامية نامت عيني نامت " لدلالة على شدة الأرق نتيجة الهم الثقيل الذي هبط على الصدر ، وانشغلت العين بالدمع عن النوم ، وهذه دمعات وحسرات من عين سامية على تلريخ ضائع وعلى تدمير متواصل لأجمل نبع في جبال رام الله ..
الدمعة الأولى نزلت حزنا على بيوت وبنايات منطقة عين سامية عندما هجرها أهلها نتيجة الحروب البغيضة بين العشائر والقبائل ، في القرن الثامن عشر .
الدمعة الثانية كانت على اندثار مواسم الزراعة فيها ، وخاصة البصل الذي صار مضرب مثل للبصل الممتاز في فلسطين جميعها .
الدمعة الثالثة كانت على حفر بئر العين ، وتجفيف عين الماء الجارية منذ بدء التاريخ .
الدمعة الرابعة كانت هلى هدم التنور التاريخي حمام الناس في أيام الحصاد ، واستبداله بقناة من الاسمنت تنق فيها الضفادع ، وتسبح فيها الطحالب .
الدمعة الخامسة كانت على آلاف القطع الأثرية التي استخرجها الناس من الآبار والمغر وباعوها لعصابة ديان بأبخس الأثمان ، وربح بها تجار اليهود الملايين .
الدمعة السادسة كانت عندما تنازل ممثلي أهالي كفرمالك عن حقهم التاريخي في النبع ، وصارت حقوقهم مبالغ مقطوعة، و يوما ما ستنقطع كما انقطع النبع .
الدمعة السابعة والتي تنزل هذه الأيام هي دمعة الأسى على بيع أرضيات الفسيفساء الرائعة التي بقيت تحت الردم ، وحفظتها الأرض تحت ترابها ، فجاء من يزيل التراب عنها ، ويستبيحها ، ويبيعها لراهب في دير من أريحا لكي يزيف الراهب تاريخ الدير الذي يعيش فيه بقسيقساء من العصر اليوناني القديم .
هذه سبع دمعات تنزل من عين سامية ولا تجري في الوادي ، ولا تسقي بيارات الليمون المنقرضة ، بل تسقي حسرة في قلوب محبي العين والتراث والتاريخ ، ترى كم مليون دينار دخل خزينة مدينة أريحا من لوحة الفسيسفاء في قصر هشام ؟؟ ولو بيعت اللوحة المتر بألف دولار ألم يكن ذلك ثمنا بخسا ... !!
عذرا يا عين سامية ، لا تذرفي مزيدا من الدمع ، فنحن أمة تتغني بتراثها في حلقات الدبكة ، ولكنها تبيعه في نهاية السهرية مقابل صندوق دخان من النوع الرديء ، ورحم الله تلك المرأء الحرة التي كانت تجوع ، ولا تأكل بثدييها .
من سيوقف تدمير عين سامية ، ومن سيعلق الجرس ؟؟
ربما الظاهر في الصورة التالية :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق