الأحد، 12 أبريل 2015

من قصص الضباع في ... كفرمالك


دعاني لكتابة هذه السطور مشهد في ساحة القرية حيث تجمع الناس لمشاهدة فرخ ضبع اصطاده فاروق الحج .
كنا ونحن صغار نحفظ قصة الضبع الذي يسلب عقل ابن آدم ، ومختصر القصة أن الضبع إذا صادف مجموعة من الناس فإنه يختار أجبنهم ويضبعه ، ويعرف الضبع الجبان من خلال رائحته ، لأن للخوف رائحة كما كانت تقول العجائز ، وهذه قضية أثبتها العلم فيما بعد .
بعد أن يحدد الضبع الشخص الجبان يستولي عليه أو يضبعه مستخدما أسلحة متعددة :
أولا : سلاح الشكل ، فينقش الضبع شعر ظهره فيبدو في الليل كبير الحجم مخيفا .
ثانيا : سلاح الصوت ، فيخرج الصبع زمجرة متواصلة يحمحم بها حول الضحية .
ثالثا : سلاح الأشعة ، فيحدق الضبع بعينيه المشعتين في الظلام بعيني الضحية فتصاب بالرعب .
رابعا : سلاح الضراط ، فيخرج الضبع من قفاه ضراطا له رائحة نتنة .
بهذه الأسلحة مجتمعة تتحول الضحية لشخص مضبوع ،  وهي أشبه ما يعرف اليوم بالتنويم المغناطيسي ، فيتبع الشخص المضبوع الضبع وهو ينادي عليه : يمة .. يمة  .
ويقود الضبع الضحية لموكرته لكي يقدمه طعاما لصغاره ، ولكن يحدث أن يضرب رأس الضحية بباب المغارة ويسيل من رأسه الدم ، هنا يصحو المضبوع ويفيق من التنويم المغناطيسي ، لذلك يقولون " من سال دمه انفرج همه  " ويهرب الشخص من الضبع قبل أن يفترسه .

ولأهالي كفرمالك كما لسائر القرى في فلسطين قصص مع الضباع ، ومن الضباع المشهورة في حكايا أهل البلد ضبع واد الحبيس الذي يضرب فيه المثل للشخص المتوحش المؤذي الذي لا يعرف الرحمة لأن الضبع من صفاته اللئيمة أنه ينهش ضحيته وهي على قيد الحياة ، بينما بقية الوحوش تقتل الضحية قبل أكلها ، و في أمثال أهل كفرمالك الحصرية قولهم  " مثل  ضبع واد الحبيس " وواد الحبيس يقع قريب من منطقة الخلال في أرض تتبع لأهالي دير جرير .
كما يعرف الناس ضبع أبو ربحي ، وهو ضبع اعترض المرحوم محمد أبو سعيفان في طريق واد المغربة ، ولولا تدخل جنود من الجيش الأردني الذين كان لهم نقطة في واد المغربة  وقتها لوقع ما لا تحمد عقباه ،
وهناك ضبع إم وهب الذي اعترض الشاب عبد الكريم العبد بينما كان عائدا من عين سامية ، حيث تبعه من المنزلة ، حتى المشروع الفوقاني ، وتدخل حراس المشروع وأنقذوا عبد الكريم .
وهناك أيضا قصة رواها ابراهيم الدرباني ـ رحمه الله ـ  عن ضبع واد الكيَّس ، في منطقة أرض الجراجرة ، حيث عاد أحد الرعاة ويدعى أبو سالم إلى العزب ، فوجد أمه وزوجته قد قامت بينهن طوشة كبيرة ، فكان أن قال لهن : غنتن الاثنتين ما بتعشن مع بعض ، وادح منكن تحل عني ، هنا قامت الأم وسحبت نفسها تحت جنح الظلام عائدة إلى القرية ، ولما وصلت لطرف واد الحبيس جنوب واد اللصم اعترضها صبع شرس وبزرها  على رأي أبو علي الدرباني ( أي أكل اللحم وترك العظم ) .

وكان بعض الأهالي يصطادون الضبع بطريقة فيها الكثير من الجرأة والمخاطرة ، حيث يخلع أحد الأشخاص ثيابه ، وبتسلل لموكرة الضبع عاريا كما ولدته أمه ، لأن  الضبع ـ حسب الرواية ـ يتجمد خوفا عند رؤية الإنسان عاريا ، ثم يقوم المتسلل بدفع الضبع بيده لكي يخرج من الموكرة حيث ينتظره أشخاص جاهزون للقضاء عليه برصاصة خاطفة .

ولكن أشهر ضبع في كفرمالك هو ضبع عبد الله البياع ، فقد حدث في نهاية الخمسنيات أن اصطاد عبد الله ضبعا في منطقة عين سامية ، وقام بوضع كمامة على فمه ، وساقه إلى القرية ، وعندما وصل للبلد ركب على ظهره ، وتجمع الناس ليشهدوا عبد الله راكبا ضبعا . وفيما بعد ذكر هذا الضبع في مذكرات معظم قادة الحزب الشيوعي الأردني ومنهم الدكتور يعقوب زيادين وفايق وراد وغيرهم ، وذكروا أن الرفيق عبد الله ذبح الضبع ، وباع لحم  جهة اليمين الحلال أكلها ، وتبرع بثمن اللحم للحزب .

منذ سنوات اعتاد فاروق الحج وهو أحد الأهالي الذين يرعون أغنامهم في منطقة عين سامية على صيد الضباع ، صاد ضباع كبيرة وصغيرة ، وعرض أغلبها في ساحة القرية ، وتبرع بواحد لحديقة الحيوان ، وفي الصورة آخر ضبع اصطاده قبل أيام ، وخطر في بالي وأنا أشاهد الضبع خاطرة مفادها :
السياسي إذا صاد ضبعا صار بطلا ، وصار ضبعه أسطورة
والراعي إذا صاد مئة ضبع لا ينال هذا المجد ...


عرض ضبع في ساحة قرية كفرمالك  9/4/2015عرض ضبع في ساحة
 قرية كفرمالك 9/4/2015

Samer Salamah من قصص الضباع في كفر مالك كمان هذه القصه التي روتها لي ستي الحاجه رشيده ام سعيد الله يرحمها,

ان خالي سعيد كان مروح 

من الاردن وكان الوقت متاخر والباص منزله على الرجم في دير جرير وفي هذاك الوقت ما كان في سيارات على البلد ,
وقام خالي سعيد روح مشي 
وكان الوقت متاخر وبس صار في واد لمغربه طلعله الضبع ,
شو بدا يعمل !!!
واتذكر انه الضبع بخاف من الضوء او النار , 
وكان مع خالي سعيد كبريته وصار يولع عود كبريت ويرميه باتجاه الضبع ,
والضبع يهرب شوي ويرد يرجع ,
وكمان مره يولع عود ثاني وثالث وهيك حتى وصل اول البلد ,
وبعدها الضبع اختفى ووصل خالي سالم ,

وروت لي ستي الله يرحمها دعاء للشخص الذي يمشي في الليل 
" يا رب تحميني من الدب والدبيب والاجر الغريب والحبلاه وما تجيب " 
واسعدد الله اوقاتكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق