الأربعاء، 10 ديسمبر 2014

شاعر كفرمالك أبو ندية .. وضيافة في قرية المغير .

.

إجت على كفرمالك سنة محل وجراد  ( 1959 ) ، وجاع الناس ، وشفت بعيني عجايز البلد في طابون دار العصرية اللي فوق دار أهلي يشوين الجراد ويوكلنه .
هذيك الأيام  كانت أيام حراث ، شد أبو ندية على البغل وراح على شعب عبد النبي اللي قريب من قرية المغيّر عشان يحرث ، ستي حمدة ـ الله يرحمها ـ جهزت الزوادة : خبزات طريات دهنتهن بالزيت ، وشوية لبن خاثرات في هالمروة الصغيرة ، وحططهن بالظبية الزغنونة وعصمتها مليح ، وتوكل أبو ندية وشرَّق ..
لما وصل أبو ندية شعب عبد النبي نزل المطر، وقالت السما خذو ، شرد أبو ندية من المطر على المغير ، هناك راح على المضافة زي عادة الناس هذيك الأيام ، وهناك لقي أهل المضافة من المغير موقدين هالكانون وقاعدين بيشوو جراد وبيوكلو فيه ، ظب أبو ندية الظبية تحت وسادته ونام بلا عشا ، ولما قام الصبح وتسهل لقي الظبية منبوشة والأكلات رايحات ، ابن حلال لطش الأكلات والجوع كافر ..
سرح أبو ندية ثاني يوم ، ولما أجا وقت الغدا وما لقي اشي يوكله ، راح قعد على راس هالمارس ، وطال دفتره اللي دايمن معاه ، وكتب شوية أشعار ، وأرسل الورقة  مع واحد للمغراوية في المضافة ، هان لما وصلت الرسالة للمختار ما عرف يقراها لأنو كان مش قاري ، أعطاها لواحد من القاعدين يقرأها ، وكان مكتوب فيها :
يا رايح من هان شاما
واجعل المشية حرشه
سلم على يوسف الحسين
أبو هاللحية البرشه
وانت طالع ع الدرج
تسمع للجراد قرشة
يا خسارة يا هالشيخة
الضيف عنده ما بتعشا
بخلو الضيف لما ينام
بعملوا ع خبزاته الكنشة
أعطوا الشيخة لأبو نعيم
ولو إنها ذانو طرشة
بحافظ على الشرف
والضيف من عنده بتعشا
  فلما سمع المختار المكتوب بالرسالة قال : علي الطلاق لو أعرف اللي كتبها لبز كرشة .
رحم الله الأجداد ، ولا أعاد عليكم أيام الجراد ..
( القصة كما روتها السيدة إم فاروق الحج )


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق