.
إجت
على كفرمالك سنة محل وجراد ( 1959 ) ، وجاع
الناس ، وشفت بعيني عجايز البلد في طابون دار العصرية اللي فوق دار أهلي يشوين
الجراد ويوكلنه .
هذيك
الأيام كانت أيام حراث ، شد أبو ندية على
البغل وراح على شعب عبد النبي اللي قريب من قرية المغيّر عشان يحرث ، ستي حمدة ـ
الله يرحمها ـ جهزت الزوادة : خبزات طريات دهنتهن بالزيت ، وشوية لبن خاثرات في
هالمروة الصغيرة ، وحططهن بالظبية الزغنونة وعصمتها مليح ، وتوكل أبو ندية وشرَّق
..
لما
وصل أبو ندية شعب عبد النبي نزل المطر، وقالت السما خذو ، شرد أبو ندية من المطر
على المغير ، هناك راح على المضافة زي عادة الناس هذيك الأيام ، وهناك لقي أهل
المضافة من المغير موقدين هالكانون وقاعدين بيشوو جراد وبيوكلو فيه ، ظب أبو ندية
الظبية تحت وسادته ونام بلا عشا ، ولما قام الصبح وتسهل لقي الظبية منبوشة
والأكلات رايحات ، ابن حلال لطش الأكلات والجوع كافر ..
سرح
أبو ندية ثاني يوم ، ولما أجا وقت الغدا وما لقي اشي يوكله ، راح قعد على راس هالمارس
، وطال دفتره اللي دايمن معاه ، وكتب شوية أشعار ، وأرسل الورقة مع واحد للمغراوية في المضافة ، هان لما وصلت
الرسالة للمختار ما عرف يقراها لأنو كان مش قاري ، أعطاها لواحد من القاعدين
يقرأها ، وكان مكتوب فيها :
يا
رايح من هان شاما
واجعل
المشية حرشه
سلم
على يوسف الحسين
أبو
هاللحية البرشه
وانت
طالع ع الدرج
تسمع
للجراد قرشة
يا
خسارة يا هالشيخة
الضيف
عنده ما بتعشا
بخلو
الضيف لما ينام
بعملوا
ع خبزاته الكنشة
أعطوا
الشيخة لأبو نعيم
ولو
إنها ذانو طرشة
بحافظ
على الشرف
والضيف
من عنده بتعشا
فلما
سمع المختار المكتوب بالرسالة قال : علي الطلاق لو أعرف اللي كتبها لبز كرشة .
رحم
الله الأجداد ، ولا أعاد عليكم أيام الجراد ..
(
القصة كما روتها السيدة إم فاروق الحج )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق