بير أبو خشبة ..
أيام
الانتفاضة الثانية أو انتفاضة الأقصى تعرَّف الناس في المنطقة الشرقية من رام الله
على طريق تسمى طريق بير أبو خشبة ، وهي طريق ترابية فرعية تفصل قرية عين يبرود وقرية
يبرود التي اشتهرت فجأة لأن الطريق الرئيسي لرام الله صار يمر منها .
وبحثت
على غوغل عن بير أبو خشبة فوجدت أن في فلسطين أماكن أخرى لها نفس الإسم ، وتفاجأت
أن لدى المصريين والسوريين واللبنانيين مثلنا أيضا بير أبو خشبة ، وربما تجد بير
أبو خشبة عند كل بلاد العرب من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر ، فما هي قصة بير
أبو خشبة التي يشترك بها أبناء بني يعرب ؟!
تقول
القصة أن أهالي قريتين متجاورتين تقاتلوا على بئر حدودي ، كلٌ يدعي أن البئر له ،
وبالتالي هو أحق بالشرب والسقي منه ، ولما طال الصراع واشتد وشرب الناس دماء
جيرانهم بدل ماء البئر تدخل رجل من أهل الحل والعقد ليفصل بين الأهل وأبناء الوطن
الواحد ويحقن الدماء ، وكان الحل أن عرّض على خرزة البئر خشبة ، وقال بأن كل أهل
بلد يملأون الماء من جهتهم ، كأن يشرب أهل يبرود من شمال الخشبة بينما يشرب أهل
عين يبرود من الطرف الثاني من جنوب الخشبة ، رغم أن الدلاء تسحب من ذات البئر ومن
نفس الماء .
ولكن
النفس أمارة بالسوء ، فصار أهل الفريق الأول يأتون في الليل ويستقون من جهة الفريق
الثاني ، واطلع أهل الفريق الثاني على سرقة الفريق الأول ، فاشتكوا للجنة الإصلاح
، فحكمت بأن يسحب الفريق الثاني الماء من
جهة الفريق الأول ويسكبوا الماء في جهتهم كي يستردوا ما سُرق من حصتهم بالماء !!!
وعلمت الدول الغربية بهذه القصة ، فصارت ترسل لنا مبعوثي
السلام لحل الصراع في فلسطين ، فتستمر
سرقة الأرض ..
وترسل لنا فريق للتحقيق في المذابح في سوريا ، فتستمر
سرقة أرواح الناس..
والويل ثم الويل لمن يحاول أن يلعب بمكان الخشبة ،
التي تحد من الشر ، وتفصل بين المتخاصمين ..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق