كتبهافرج عبدالحسيب ، في 10 كانون الثاني 2013 الساعة: 18:48 م
يقول المثل الشعبي الدارج قي فلسطين " بيذوب الثلج وبيبيِّن إلِّلي تحته " وهو نفسه المثل السوري " بكره بيذوب الثلج ويبان المرج " ، واليوم من مشاهداتي للعب الناس في الثلج على مختلف أعمارهم في قرية كفرمالك ، رأيت أن يضاف إلى الأمثال الشعبية الفلسطينية مثل حصري مالكي الصنع يقول " اعرف الناس من الدقماس " .
وإليكم بيان هذا المثل الجديد ..
أولا نستخدم في كفرمالك وفي قرى منطقة رام الله مصطلح " دقماس " وهو في الأصل دقماس المنسف ، حيث يفضل الناس تاريخيا دقمسة ثريد المنسف باليد اليمنى ، وأيضا نطلق لفظ دقماس على كرة الثلج التي يتضارب بها الناس وهم يلعبون بالثلج ، بحثت عن أصل هذه الكلمة في المعاجم العربية الفصيحة والعامية ، فلم أجد لها أي أثر ، لذلك نستطيع القول أن لفظ الدقماس يخص منطقة قرى رام الله في الأساس ، إلا إذا تبين غير ذلك ، وفوق كل ذي علم عليم .
ثانيا عند نزول الثلج يتدافع الشبان والأولاد والصبايا وبعض الكبار للعب بالثلج ، وتشتد المباراة في ظهر اليوم التالي ، وعندنا يجتمع الناس من مختلف الأعمار على جنبات الشارع الرئيسي ، وكل يحمل دقماسه ويتربص بالناس والسيارات ، والثلج له أسرار سرعان ما تنكشف سواء أكان لعبا أم جدّا ..
وحيثما توجهت راجلا أم راكبا تواجهك رشقات دقاميس الثلج في كل طريق وزقاق ، ويختلط الحابل بالنابل ، ولا تعرف الضارب من الهارب ، وما عليك إلا أن تضع يديك على رأسك ، وتفر من المكان بأسرع وقت ممكن ، والهريبة في مثل هذه المواقف ثلثين المراجل .
المهم الآن من أين جئت بالمثل " اعرف الناس من الدقماس " .. ؟؟
الولد الصغير البريء يحفن ما تيسر من الثلج ويضربك إياه ، فتضحك ويضحك ..
الإنسان الطيب يكور الدقماس دون أن يشد عليه ، وينبهك بصيحة " حلا له " ويرميك به وأنت على حذر ، فيتسلى وتتسلى معه ..
الإنسان العادي ، يضغط على الدقماس ويعصر منه الماء حتى يصير مثل الحجر ، ويقول لك " حلاله " ويضربك ، قد تفر منه ، وقد يصيبك في غير مقتل ، قد يؤذيك ولكن بدون مكر ..
الإنسان المخادع الماكر ، يجهز لك دقماس مشدود ، ويضربك به على مقتل وأنت غافل دون أن يحذرك بكلمة " حلا له "
الإنسان اللئيم يضع داخل الدقماس حجرا صغيرا ، ولا يحذرك بكلمة " حلا له " ويضرب لك زجاج السيارة وهو بين عدد كبير من الناس ، فيستر الله ..
الإنسان الخبيث ، يستغل فرصة وجوده بين الناس الذين يلعبون بالثلج ليرميك بدقماس أغلبه حجر ، فيكسر رأسك ، أو زجاج السيارة ، بحجة : كنا نلعب .
ملاحظة ابن الحلال فقط يقول لك حلاله ….. !!!
ولكن الثلج ستار مؤقت ، ثم تنكشف لك حقيقة المرج ، وحقيقة الناس ..
وقديما قال أفلاطون فيلسوف اليونان : صغائر الأعمال محك الرجال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق