الثلاثاء، 26 فبراير 2013

الافطار الجماعي هو الأصل

كتبهافرج عبدالحسيب ، في 8 أغسطس 2012 الساعة: 22:54 م
ذكر لي بعض المعمرين في كفرمالك أن رجال القرية من مختلف العائلات والمستويات الاجتماعية كانوا يفطرون جماعة في المضافات ، فكان كل رجل يحمل صحنه أو قعرته وفيها ما تيسر من طعام ، ويذهب إلى علية الحمولة ، وعندما يؤذن المؤذن معلنا انتهاء يوم الصيام يضع كل واحد ما لديه من طعام بسيط ويتشارك الأهالي في الأكل ، وذكروا أن رجلا نصرانيا  اسمه خليل كان يحضر طعامه ويأكل معهم ، رغبة في مشاركة أهل بلده في إفطارهم ، وحتى اليوم يحرص أهالي كفرمالك على أن لا يفطر رجل وحده  ، فلا بدّ أن يحجزه بيت لكي يفطر عنده ، وتلك من بركات رمضان حيث تجتمع العائلة في كل يوم على الطعام بخلاف أيام السنة حيث يأكل في الغالب كل فرد من العائلة لوحده
وتأملت في عادة الافطار الجماعي التي كانت سائدة في بلدنا ، فقلت لتلك العادة حسنات كثيرة ، ففيها يتضامن الفقير والغني ، فيتشاركون الطعام ، وفيها تعزيز لروح التآخي بين أهل البلد الواحد ، والأكثر من ذلك فيها تطبيق سنّة نبوية وأصل من أصول المروءة وهي الأكل في جماعة ، واسمعوا هذا الحديث
أَلَا أُنَبِّئُكَ بِشَرِّ النَّاسِ ؟ مَنْ أَكَلَ وَحْدَهُ ، وَمَنَعَ رِفْدَهُ ، وَسَافَرَ وَحْدَهُ ، وَضَرَبَ عَبْدَهُ ، أَلَا أُنَبِّئُكَ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا ؟ مَنْ يُبْغِضُ النَّاسَ وَيُبْغِضُونَهُ ، أَلَا أُنَبِّئُكَ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا ؟ مَنْ بَاعَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ ، أَلَا أُنَبِّئُكَ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا ؟ مَنْ أَكَلَ الدُّنْيَا بِالدِّينِ ) .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق