كتبهافرج عبدالحسيب ، في 8 أغسطس 2012 الساعة: 22:54 م
ذكر لي بعض المعمرين في كفرمالك أن رجال القرية من مختلف العائلات والمستويات الاجتماعية كانوا يفطرون جماعة في المضافات ، فكان كل رجل يحمل صحنه أو قعرته وفيها ما تيسر من طعام ، ويذهب إلى علية الحمولة ، وعندما يؤذن المؤذن معلنا انتهاء يوم الصيام يضع كل واحد ما لديه من طعام بسيط ويتشارك الأهالي في الأكل ، وذكروا أن رجلا نصرانيا اسمه خليل كان يحضر طعامه ويأكل معهم ، رغبة في مشاركة أهل بلده في إفطارهم ، وحتى اليوم يحرص أهالي كفرمالك على أن لا يفطر رجل وحده ، فلا بدّ أن يحجزه بيت لكي يفطر عنده ، وتلك من بركات رمضان حيث تجتمع العائلة في كل يوم على الطعام بخلاف أيام السنة حيث يأكل في الغالب كل فرد من العائلة لوحده .
وتأملت في عادة الافطار الجماعي التي كانت سائدة في بلدنا ، فقلت لتلك العادة حسنات كثيرة ، ففيها يتضامن الفقير والغني ، فيتشاركون الطعام ، وفيها تعزيز لروح التآخي بين أهل البلد الواحد ، والأكثر من ذلك فيها تطبيق سنّة نبوية وأصل من أصول المروءة وهي الأكل في جماعة ، واسمعوا هذا الحديث :
( أَلَا أُنَبِّئُكَ بِشَرِّ النَّاسِ ؟ مَنْ أَكَلَ وَحْدَهُ ، وَمَنَعَ رِفْدَهُ ، وَسَافَرَ وَحْدَهُ ، وَضَرَبَ عَبْدَهُ ، أَلَا أُنَبِّئُكَ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا ؟ مَنْ يُبْغِضُ النَّاسَ وَيُبْغِضُونَهُ ، أَلَا أُنَبِّئُكَ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا ؟ مَنْ بَاعَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ ، أَلَا أُنَبِّئُكَ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا ؟ مَنْ أَكَلَ الدُّنْيَا بِالدِّينِ ) ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق