الأحد، 17 مارس 2013

الحاجة شلحة ... الداية المميزة

الحاجة شلحة الناجي اسم يظهر على تباليغ الولادة ابتداء من عام 1928 ، حيث أول الشهادات التي حصلنا عليها ، ويستمر ظهور ختمها بوصفها داية معتمدة لدى الجهات الرسمية حتى عام 1950 ، وكانت تختم بجوار ختم المخاتير ، وقد عاصرت منهم المختار مصطفى أحمد جابر والمختار علي سلامة والمختار عبد العزيز أبو محمد ، وحدثتني الحاجة نجيّة أم عبد الله حسن ( مواليد 1921 )  أن الحاجة شلحة كانت امرأة لها أفضال على الكبير والصغير ، فهي الداية التي تولد نساء القرية ، وهي الحكيمة التي تعالج الأمراض ، وفوق ذلك كانت امرأة قوية الشخصية تتاجر بالذهب وتتنقل بين قرى دير جرير والطيبة وكفرمالك ، وأنها كانت فوق ذلك امرأة متدينة ، ومحل ثقة الناس ، وقالت أم عبد الله : "..  ولما كانت تمر بنا ونحن في تين دار أبوي الحج محمَّد في البياضة وهي في طريق عودتها للقرية ، وتجدنا بنات صغار ، كانت تنام عندنا كي تشجعنا .."  وما زالت أم عبد الله تحفظ الدعاء طرد الخوف الذي تعلمته من الحاجة شلحة ، ونصه :
" يا كافي .. يا مكتفي
 ما عليك شَيْ خفي  
يا عالم بالسر والمخفي
احفظنا يا رب من كل شي يحبي ويدبي
ومن الجني والانسي
بجاه طه وموسى وعيسى وآية الكرسي "
وتقول أم عبد الله أن الحجة شلحة كانت تقرأ هذا الدعاء على قبضة من الحصى الصغيرة وترميها حوالينا . وهذه ضورة لنموذج تبليغ ولادة يظهر عليه ختم الحاجة شلحة ـ رحمها الله ورحم كل حجات كفرمالك ـ

شجرتان غريبتان في أراضي كفرمالك

من خلال التجول في أراصي كفرمالك وبراريها لاحظت وجود نوعين من الأشجار الغريبة ، وعند السؤال والتحري تبين أن هذين النوعين غير معروفين ، هاتان الشجرتان موجودتان الأولى في عين سامية والثانية في الشيخ زيد ، وقد تكون وراء مكانهما أسرار تبحث عن رجل قادر على فك لغزيهما وسبب وجودهما في هذين المكانين .

شجرة الشيخ زيد :

أخذت الصورة في منتصف آذار ، وهي شجرة تقع غرب حرش الشيخ زيد ، وقال المرحوم الأستاذ أبو الوفا أن الشيخ زيد عندما وصل للمكان على ظهر جمله كان يحمل بذورا لهذا النوع من الأشجار وزرعها في المكان الذي أقام به ، وسمي على اسمه ، وفي رواية أخرى أن البذرة كانت في روث الجمل ، بعض الأهالي قالوا لي بأن هذه الشجرة هي شجرة القيقب ، ولكن عندما قارنتها بصور شجر القيقب على النت ، وبشجر القيقب في حديقة القيقب التابعة لمدرسة الفرندز في البيرة وجدتها مختلفة نوعا ما في الشكل والورق ، وقد تكون نوعا من القيقيب الذي يوجد منه أكثر من 250 صنفا . وقيل لي بأن هذه الشجرة من من أشجار العناب ، وكان بعض الأهالي يأكلون عنها ثمر العناب الحلو في فصل الصيف ..

الشجرة الثانية موجودة في عين سامية :

 

هذه صورة لشجرة من مجموعة من الشجر المشابه تنمو في أسفل سهل عين سامية ، وتقع جنوب قطعة أرض تابعة لدار أبو الكحلة ، وعرضتها على عدد من الأهالي فقالوا أن هذه الشجرة لا توجد في غير هذا المكان ، ولم يروا مثلها في البلاد ، وقال بعضهم أن الأهالي كانوا يقطعون أغصان هذه الشجرة لصنع مطارق ( جمع مطرق وهو عصا رفيعة لزجر الدواب أو الشيخة ) ، وأحد الأخوة يصر على أن هذه الشجرة الغريبة علامة لشيء غريب قد يكون الكنز الذي يبحث عنه الناس في اراضي كفرمالك ، لأنه من المشهور بين الناس أن الكنوز تخبأ في أماكن فيها علامات مميزة . 

وللبحث بقية ....  

الجمعة، 15 مارس 2013

بد عين سامية

من أهم آثار عين سامية الطاحونة ، وحسب ما قال لي بعض المعمرين أن الطاحونة كانت تعمل حتى حوالي عام 1850 م ، ,أن آخر مشرف عليها كان رجل من عائلة المتاريك ، قتل في صراع مع قرية مجاورة ، وقال لي رجل آخر أنه أدرك أيام كانت الماء تصب قي الطاحونة من عين سامية وتنزل عبر بئر طويلة ، ما زالت آثارها قائمة ، وتنزل في غرفة مسقوفة تدير هناك رحى الطاحونة مندثرة ، شمال الطاحونة هناك مجموعة من المغر كما يبدو في الصورة التالية :


المفاجأة أن المغارة الأخيرة  ( على يسار الصورة )  تحتوي في داخلها على حجر طاحونة ضخم ، هو حجر الطاحونة السفلي ، عليه الآن بعض الحجارة والأوساخ وآثار الحريق لأن الرعيان يستخدمون هذه المغارة في فصل الشتاء :


وأمام المغاراة هناك حجر الطاحونة العلوي ، وهو حجر سليم ، يبدو أن أحد الناس حاول إخراجه من المغارة لبيعه ، ولكنه حجر كبير في منطقة جبلية ، فبقي هناك عصيا على الاندثار أو السرقة كما سرقت أعمدة وحجارة أثرية كثيرة من منطقة البيادر في السبعينيات :

ما يثير الدهشة هو وجود هذا البد قرب الطاحونة ، وهو بد في مكان مغلق ، وبالتأكيد كان يدار عن طريق الدواب كغيره ، فهل أنشأ هذا البد بديلا عن الطاحونة عندما تقل مياه العين ولا تكفي لإدارة الطاحونة ، أم أن هذا البد كان يستخدم كغيره لدراس الزيتون الذي لا يمكن درسه في الطاحونة !!!

وهذه صورة وجدتها في النت تظهر كيف يعمل هذا النوع من المعاصر

وللموضوع تتمة ....

الخميس، 7 مارس 2013

أيام العكوب ...




تتصادف أيام العكوب وأيام القيقوب في كفرمالك في نهاية شهر شباط وبداية شهر آذار ، وسمي العكوب بهذا الاسم لأنه أول نبات يعقب المطر ، ولقرب كفرمالك من شفا الأغوار ينزل بها العكوب مبكرا ، وينطلق الأهالي حاملين المناتيش والمقصات يتحدون قرار مراقب الطبيعة الصهيوني لقطف هذا النبات ، منهم من يتاجر به ، ومنهم من يتزود به للأهل والأحباب ، والعكوب رمز من رموز فلسطين لأن فيه تحدي للطمس والاقتلاع فجذوره تضرب عميقا في الأرض وتعود لتزهر في كل عام رغم أنف سيارات حماية الطبيعة الصهيونية ، ويذكر كبار السن أن أهل كفرمالك لم يعرفوا العكوب وأكله إلا بعد حرب النكبة فقد عرفهم عليه اللاجئون كما عرفوهم على طبخة المقلوبة .
قبل حوالي خمس سنوات قام المزارع سليمان أبو عبد الكريم بزرع قطعة أرض في السهل بالعكوب ، وأخرجت عكوبا كبير الحجم ولذيذ الطعم ، فيا ريت لو أن أهل الأراضي وخاصة الذين يستصلحون الجديد منها أن ينثروا فيها بذور العكوب فيفيدون ويستفيدون ، ويزرعون هذا النبات الغني بالفوائد المادية والغذائية !!
والعقوب يثير عند المغتربين الحنين للوطن وأيامه وأكلاته ، لذلك يرسل البعض أكلة العكوب للمغتربين وهي من أغلى الهدايا ، وأكثر المدن الفلسطينية عشقا للعكوب واستهلاكا له هي مدينة نابلس ، وأرسل احد النابلسيين أكلة عكوب للشاعر المغترب وليد الكيلاني ، فكتب قصيدة رائعة هي حوارية بينه وبين العكوب مطلعها :
يا مالئَ الصحنِ عَكوباً عَلى لَبَنِِ         سلمْ على بَلدي سلمْ عَلى وَطَني

وهنا بعض المعلومات عن فوائد العكوب
·       هل تعلم  أن العكوب  يحتوي على نسبة عالية من المغنسيوم والألياف التي تخدم بشكل كبير مرضى السكري، يساعد على خفض نسبة الكلسترول الضار والشحوم في الجسم ، لذا ينصح به لمن يتبعون حمية لتخفيف الوزن .
·       وهل تعلم أن العكوب يساعد على الهضم في المعدة ، وأنه مفيد جدا لمرضى القولون العصبي والإمساك المزمن .
·       وهل تعلم أن العكوب مفيد لتقوية الأعصاب وتنقية الدم لأنه يحتوي على مادة الحديد .
·       وهل تعلم أنه يحتوي على نسبة عالية من فيتامين 'أ' والمفيد للوقاية من مرض العمى الليلي.
·       وهل تعلم أن العكوب يحتوي على مركب السكر الخماسي، الذي يساعد في بناء الجسم .
·       وهل تعلم أن العكوب من أهم أدوية الكبد علي الإطلاق وعلاج حصى المرارة و علاج الصداع النصفي ( الشقيقة ) كما أنه  مفيد في علاج البواسير يستخدم  لعلاج انخفاض ضغط الدم وهذه ميزة نادرة في الأعشاب .
الله بارك لأهل فلسطين أيام العكوب ، وأبعد عنهم شر القيقوب ....!!