أحد القصور القديمة في عين سامية
|
رائد جمال موقدي
خاص بآفاق البيئة والتنمية
خاص بآفاق البيئة والتنمية
على السهول المحاذية للتلال المطلة على غور الأردن، وبين الوديان تبرز منطقة "عين سامية" بطابعها الجغرافي العريق على مر التاريخ، فقد تردد اسمها على مدار الأزمنة والتاريخ لتصبح شاهداً على عظمة المكان، وتؤكد أن فلسطين كانت وما زالت تشهد تقالب الحضارات المتعاقبة لما تتميز به من مناخ دافئ وموقع جغرافي فريد، إضافة إلى البيئة الجميلة السخية بالموارد الطبيعية.
تقع "عين سامية" على السهول الشرقية لقرية كفر مالك، على امتداد أربعة كيلومترات من بقايا مدينة رومانية مصورة عرفت باسم "ارام"، حيث وصفها الباحثون في تاريخ الحضارات بأنها مدينة ممتدة تحت الأرض تحظى بالعديد من المزايا والآثار التي تعود إلى العهد البرونزي القديم والمتوسط والكنعاني والروماني والفنيقي، إضافة إلى الإسلامي.
أما تسمية "عين سامية"، فقد جاءت نسبة إلى إبنة سليمان بن عبد الملك الخليفة الأموي، حيث سكنت المكان واتخذت منه واحة لها ومركزاً للقوافل التجارية التي كانت تنتقل بين الشام والحجاز.
يعود تاريخ منطقة "عين سامية" إلى أكثر من 7000عام تقريبا، وبهذا فإنها من أقدم الخرب التاريخية في العالم، بالموازاة مع قدم مدينة "أريحا" القريبة منها.
وتحتضن منطقة "عين سامية" العديد من الرموز التاريخية التي تشير إلى التنوع الحضاري في المكان، ويعد موقع "تل المرزبانة" شمال "عين سامية" من أبرز المواقع الأثرية فيها، وهو عبارة عن موقع مرتفع صغير يمتد من الشمال إلى الجنوب. وأصل التسمية يعود إلى اللغة الفارسية، حيث أن مرزبان يعني الوزير.
وتضم "المرزبانة" المئات من القبور الرومانية المنحوتة بالصخر، حيث أن بعثة الاستكشافات الأثرية الأوروبية بينت في عام 1963 بأن المنطقة تضم ما يزيد عن 150 قبراً رومانيا منحوتاً بالصخر، عدا عن المدافن التي تشتهر بوجود الأنفاق الجانبية والمداخل العلوية فيها.
ويوجد في "عين سامية" بقايا كنيسة رومانية قديمة تتزين بالأقواس الجميلة، ووجود لوحات فسيفسائية جميلة تعكس للناظر عظمة الإنسان في تلك الأحقاب، حيث كان يتخذ من اللوحات الفسيفسائية طريقة في التعبير عن ذاته وعن حضارته.
كما يوجد عدد من القصور الرومانية التي تزين المكان بالإضافة إلى بيت القاضي الذي يعكس الحقبة الكنعانية هناك، ويعد شاهدا على وجود الإنسان على مدار التاريخ في المنطقة.
وإلى الجهة الغربية من "عين سامية"، تقع منطقة "المرجمة" التي شهدت الحروب القديمة والتي اسفرت عن انتهاء العهد الروماني في المنطقة، ويوجد فيها العديد من الكهوف التي كانت تعد مسكناً للإنسان فيها.
كما يُعتقد أن منطقة "المرجمة" تحتوي مدينة رومانية تحت الأرض، لكن لا توجد أي دراسات حديثة في المكان بسبب المعوقات التي يضعها الاحتلال والتي تحول دون تنفيذ تلك الأبحاث للتأكد من دقة هذه المعلومات.
تقع "عين سامية" على السهول الشرقية لقرية كفر مالك، على امتداد أربعة كيلومترات من بقايا مدينة رومانية مصورة عرفت باسم "ارام"، حيث وصفها الباحثون في تاريخ الحضارات بأنها مدينة ممتدة تحت الأرض تحظى بالعديد من المزايا والآثار التي تعود إلى العهد البرونزي القديم والمتوسط والكنعاني والروماني والفنيقي، إضافة إلى الإسلامي.
أما تسمية "عين سامية"، فقد جاءت نسبة إلى إبنة سليمان بن عبد الملك الخليفة الأموي، حيث سكنت المكان واتخذت منه واحة لها ومركزاً للقوافل التجارية التي كانت تنتقل بين الشام والحجاز.
يعود تاريخ منطقة "عين سامية" إلى أكثر من 7000عام تقريبا، وبهذا فإنها من أقدم الخرب التاريخية في العالم، بالموازاة مع قدم مدينة "أريحا" القريبة منها.
وتحتضن منطقة "عين سامية" العديد من الرموز التاريخية التي تشير إلى التنوع الحضاري في المكان، ويعد موقع "تل المرزبانة" شمال "عين سامية" من أبرز المواقع الأثرية فيها، وهو عبارة عن موقع مرتفع صغير يمتد من الشمال إلى الجنوب. وأصل التسمية يعود إلى اللغة الفارسية، حيث أن مرزبان يعني الوزير.
وتضم "المرزبانة" المئات من القبور الرومانية المنحوتة بالصخر، حيث أن بعثة الاستكشافات الأثرية الأوروبية بينت في عام 1963 بأن المنطقة تضم ما يزيد عن 150 قبراً رومانيا منحوتاً بالصخر، عدا عن المدافن التي تشتهر بوجود الأنفاق الجانبية والمداخل العلوية فيها.
ويوجد في "عين سامية" بقايا كنيسة رومانية قديمة تتزين بالأقواس الجميلة، ووجود لوحات فسيفسائية جميلة تعكس للناظر عظمة الإنسان في تلك الأحقاب، حيث كان يتخذ من اللوحات الفسيفسائية طريقة في التعبير عن ذاته وعن حضارته.
كما يوجد عدد من القصور الرومانية التي تزين المكان بالإضافة إلى بيت القاضي الذي يعكس الحقبة الكنعانية هناك، ويعد شاهدا على وجود الإنسان على مدار التاريخ في المنطقة.
وإلى الجهة الغربية من "عين سامية"، تقع منطقة "المرجمة" التي شهدت الحروب القديمة والتي اسفرت عن انتهاء العهد الروماني في المنطقة، ويوجد فيها العديد من الكهوف التي كانت تعد مسكناً للإنسان فيها.
كما يُعتقد أن منطقة "المرجمة" تحتوي مدينة رومانية تحت الأرض، لكن لا توجد أي دراسات حديثة في المكان بسبب المعوقات التي يضعها الاحتلال والتي تحول دون تنفيذ تلك الأبحاث للتأكد من دقة هذه المعلومات.
| |
إحدى محطات المياه في عين سامية
|
الطاحونة
|
الينابيع المائية
تتميز منطقة "عين سامية" بوفرة الينابيع المائية التي تملؤ أرجاء المنطقة وتحيط بها، ما أهّلها لاستقطاب العديد من الحضارات إلى المنطقة.
وتعد الآبار الرومانية القديمة في منطقة المرزبانة أكبر دليل على أن المنطقة كانت مزدهرة من الناحية الزراعية والبيئية.
وإلى الشرق من "عين سامية" توجد قناة مائية منحوتة بالصخر بنيت في عهد سليمان بن عبد الملك بطول 5 كم استخدمت في نقل الماء من عيون سامية إلى قصر ابن هشام في مدينة اريحا، فكانت تلك القناة تستخدم في تأمين مياه الشرب للسكان القاطنين في منطقة اريحا في ذلك الوقت، عدا عن كونها استخدمت لفترات طويلة لغايات الزراعة وأحياء المنطقة، فوصفها المؤرخون بأنها شريان الحياة في المنطقة كلها.
وتعد بقايا الطاحونة التي كانت تدار بقوة المياه من ابرز الآثار التاريخية التي تتميز بها منطقة "عين سامية"، حيث بنيت تلك الطاحونة في العهد العثماني وكانت تستخدم بشكل كبير في طحن الحبوب والقمح، خاصة أن "عين سامية" كانت تشتهر بوفرة الأراضي الزراعية المحيطة بها، كما أن هناك العشرات من العائلات الفلسطينية كانت تسكن في المنطقة التي كانت تدب بالحياة في الفترة التي سبقت الاحتلال الإسرائيلي عام 1967.
أما اليوم فيوجد في منطقة "عين سامية" ثلاث محطات مائية كبيرة تدار من قبل مصلحة مياه القدس، تأسست عام 1963 وتضخ المياه بقوة 8000م3/ساعة لتزود مدينة رام الله والبيرة والقرى المجاورة، وبهذا تعد تلك المحطات عصب الحياة في المنطقة برمتها.
تتميز منطقة "عين سامية" بوفرة الينابيع المائية التي تملؤ أرجاء المنطقة وتحيط بها، ما أهّلها لاستقطاب العديد من الحضارات إلى المنطقة.
وتعد الآبار الرومانية القديمة في منطقة المرزبانة أكبر دليل على أن المنطقة كانت مزدهرة من الناحية الزراعية والبيئية.
وإلى الشرق من "عين سامية" توجد قناة مائية منحوتة بالصخر بنيت في عهد سليمان بن عبد الملك بطول 5 كم استخدمت في نقل الماء من عيون سامية إلى قصر ابن هشام في مدينة اريحا، فكانت تلك القناة تستخدم في تأمين مياه الشرب للسكان القاطنين في منطقة اريحا في ذلك الوقت، عدا عن كونها استخدمت لفترات طويلة لغايات الزراعة وأحياء المنطقة، فوصفها المؤرخون بأنها شريان الحياة في المنطقة كلها.
وتعد بقايا الطاحونة التي كانت تدار بقوة المياه من ابرز الآثار التاريخية التي تتميز بها منطقة "عين سامية"، حيث بنيت تلك الطاحونة في العهد العثماني وكانت تستخدم بشكل كبير في طحن الحبوب والقمح، خاصة أن "عين سامية" كانت تشتهر بوفرة الأراضي الزراعية المحيطة بها، كما أن هناك العشرات من العائلات الفلسطينية كانت تسكن في المنطقة التي كانت تدب بالحياة في الفترة التي سبقت الاحتلال الإسرائيلي عام 1967.
أما اليوم فيوجد في منطقة "عين سامية" ثلاث محطات مائية كبيرة تدار من قبل مصلحة مياه القدس، تأسست عام 1963 وتضخ المياه بقوة 8000م3/ساعة لتزود مدينة رام الله والبيرة والقرى المجاورة، وبهذا تعد تلك المحطات عصب الحياة في المنطقة برمتها.
القناة المائية الرابطة ما بين عين سامية وقصر هشام في أريحا
|
بئر روماني قديم في منطقة عين سامية
|
"عين سامية".. استهداف الاحتلال وإهمال السلطة
منذ عام 1967، والاحتلال الإسرائيلي يحاول تعطيل أي مشروع تنموي يهدف لتطوير منطقة "عين سامية" سواء من الناحية البيئية أو حتى الزراعية، فسن من القوانين والأنظمة ما يمنع تحقيق هذا الهدف، وكانت اتفاقات أوسلو مبررا ومعززا للاحتلال في سياسة إفراغ المنطقة.
بكر الطرشان رئيس المجلس القروي في قرية كفر مالك، قال لمجلة "آفاق البيئة والتنمية" إن سلطات الاحتلال أفشلت جميع المشاريع التي كان هدفها النهوض بمنطقة "عين سامية" من جديد، مستذكرا قيام سلطة الآثار الإسرائيلية بفرض غرامة مالية قدرت بـ30 ألف شيكل عام 1980م ضد مصلحة مياه القدس عندما حاولت الأخيرة مد أنبوب للمياه لربط محطات المياه ببعضها البعض.
وفوق هذا، فهناك تقصير ملحوظ من قبل الوزارات الفلسطينية في إبراز معالم منطقة "عين سامية" من الناحية البيئية ومن الناحية الجمالية فيها، فالكتب المدرسية تكاد تخلو من أي إشارة إلى منطقة "عين سامية" وأهميتها الطبيعية والمائية، فمن هنا ليس غريبا أن الكثير من السكان لا يعرفون المنطقة ولا طابعها التنموي والحضاري.
منذ عام 1967، والاحتلال الإسرائيلي يحاول تعطيل أي مشروع تنموي يهدف لتطوير منطقة "عين سامية" سواء من الناحية البيئية أو حتى الزراعية، فسن من القوانين والأنظمة ما يمنع تحقيق هذا الهدف، وكانت اتفاقات أوسلو مبررا ومعززا للاحتلال في سياسة إفراغ المنطقة.
بكر الطرشان رئيس المجلس القروي في قرية كفر مالك، قال لمجلة "آفاق البيئة والتنمية" إن سلطات الاحتلال أفشلت جميع المشاريع التي كان هدفها النهوض بمنطقة "عين سامية" من جديد، مستذكرا قيام سلطة الآثار الإسرائيلية بفرض غرامة مالية قدرت بـ30 ألف شيكل عام 1980م ضد مصلحة مياه القدس عندما حاولت الأخيرة مد أنبوب للمياه لربط محطات المياه ببعضها البعض.
وفوق هذا، فهناك تقصير ملحوظ من قبل الوزارات الفلسطينية في إبراز معالم منطقة "عين سامية" من الناحية البيئية ومن الناحية الجمالية فيها، فالكتب المدرسية تكاد تخلو من أي إشارة إلى منطقة "عين سامية" وأهميتها الطبيعية والمائية، فمن هنا ليس غريبا أن الكثير من السكان لا يعرفون المنطقة ولا طابعها التنموي والحضاري.
محطة مياه في عين سامية
|
مقبرة رومانية منحوتة في الصخر
|
منطقة المرجمة في عين سامية
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق