كتبهافرج عبدالحسيب ، في 14 تشرين الثاني 2012 الساعة: 14:15 م
ومعنى قولهم أربع وعشرين قيراط أن المصائب تعم وتطم من كل حدب وصوب ، فتكثر الأمراض الصحية حيث فقر الدم من سوء التغذية ، وانتشار الديدان في بطون الناس لاعتمادهم على أكل التمر الرديء ودبس العنب ، ويذكر الأهالي كيف كان الباص يعود إلى القرية محملا ظهره بقفاف العجوة العراقية الرخيصة الثمن .
كما كثرت الأمراض الاجتماعية من هجرة وسرقة وبيع للأعراض ، وتحليل الحرام مثل أكل الواويات ، وكثرت الأمراض النفسية التي قد تصل بالبعض لحد الانتحار .
في تلك السنة قامت جمعية خيرية أمريكية بتوزيع قمح أحمر على الأهالي علفا للدواب كي لا تموت جوعا ، وهي التي يعتمد عليها الأهالي في الإنتاج الزراعي، بعض الناس طحنوا ذلك القمح وعجنوه وخبزوه وأكلوه ، فالإنسان أولى من الحيوان بالزاد ، ويا روح ما بعدك روح .
ومن المصائب التي تأتي مع سنوات المحل هجوم الجراد على ما تبقى من شجر أخضر صمد رغم الجفاف .
ففي تلك السنة هاجمت القرية أسراب الجراد ، وذكر لي شاهد عيان أن موجة الجراد كانت تمتد من بير المالح غربا وحتى الصفاة شرقا ، والجراد كان يأتي على كل شيء في طريقه لا يبقي ولا يذر عرقا أخضر ، فعندما يمر عن شجرة الزيتون أو اللوز لا يترك غير العيدان .
وذكر لي بعض من عاصر تلك الأيام أن عجائز كفرمالك كان عندهن الحل لمشكلة الجوع والجراد ، فكن يجمعن الجراد ويشوينه في الطوابين ، ويعزمن الأولاد على وجبة فستق حيواني ، ومن المعروف أن الجراد حلال مْيَتهُ مثل السمك .
اليوم وأنا أرى الأولاد يتكبرون على طبيخ أمهاتهم ، ويدللهم الآباء لكي يتناولوا طعامهم ، وهذا أحبه وهذا لا أحبه ، أقول كيف لو عادوا من المدرسة ووجدوا صينية جراد مشوي بانتظارهم وجبة غداء لا يوجد غيرها !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق